آخر التطورات
عد الى الخلفالعراق: عودة لحوار المسدس الكاتم
التضييق على الحريات العامة وقمع الرأي المعارض أصبح وضعاً طبيعياً في الأشهر الماضية حتى أصبحت النكتة والتلميح هي السبيل الوحيد للنقاش في المجال الالكتروني خوفاً من التهديد بالتصفية او التعرض لهجمات الكترونية توقف المنصات الاجتماعية للناشطين في المجال العام. إلا أن المتغير الذي كسر ثبات التقييد ظهر من خلال عودة السلاح الكاتم مرة اخرى وتصفية أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي واشيع اعلامياً ان دافع الفعل يتعلق بسلوكيات الضحية الجنسية .
ففي وضح النهار وبملابس عامل توصيل قام مجهول بإطلاق النار على الشاب (نور الصفار) والمشهور بـ (نور بي ام) امام منزله في حي المنصور الراقي بوسط بغداد، واشتهر عن الضحية قيامه بارتداء ملابس النساء من على حسابه في (انستغرام) وصرح أكثر من مرة ان لا ميول مثلية لديه وان طبيعة عمله كعارض ازياء وخبير تجميل تدفعه الى ارتداء أزياء ووضع مكياج خاص بالنساء. وكان الضحية الذي لم يتجاوز عمره (23) سنة سبق وان تعرض للاختطاف والاعتداء الجسدي وحلق شعر الرأس قبل سنوات، مما دفعه إلى مغادرة العاصمة إلى (اقليم كردستان/ اربيل) مستقراً هناك، وكان يتنقل سراً الى بغداد حيث محل سكن عائلته متخفياً خوفاً على حياته، التي انتهت في وضح النهار وأمام منزله من قبل مجهول أطلق عليه ثلاث رصاصات استقرت إحداها في الرقبة. ولم تعلن السلطات أي نتيجة حول التحقيق أو شخصية الفاعل أو الأسباب الدافعة لارتكابه الفعل، سوى ما انتشر من كون الاغتيال جزء من حملة تقودها جهات متشددة ضد المثلية الجنسية، خصوصاً وأن قضايا النوع الاجتماعي وتهديدها للأسرة كانت قد اختفت تقريبا من التداول في المنصات الالكترونية وعادت مرة اخرى للسطح وبقوة بعد حادثة القتل. يدعو ذلك للقول أن هناك ارتباط بين هذه القضايا وبين الحملة المنظمة ضد مفهوم النوع الاجتماعي والجندر خصوصاً مع الحديث الدائر حول صدور قرار يتضمن الدعوة لسحب الترخيص الحكومي عن أي منظمة تستخدم المصطلح في مجال عملها المجتمعي.
عرقلة العمل الصحفي .
قامت القوات الامنية في محافظة البصرة باعتقال مصور قناة الفلوجة الفضائية أثناء تغطيته الإعلامية لعودة المشاركين في زيارة الاربعين من محافظة كربلاء بحجة عدم امتلاكه تصريحاً للتصوير في الأماكن العامة ولم يطلق سراحه إلا بعد تدخل وساطات من جهات صحفية.
في وقت آخر قامت حماية رئيس مجلس الوزراء بمنع قنوات اعلامية وصحفيين من الدخول لغرض تغطية افتتاحية إنشاء خط الربط السكك الحديد مع إيران في محافظة البصرة ومنعت طواقم قنوات (الحرة، التغيير، الرابعة، الرشيد، الجنوبية، الاتجاه، الوكالة الإماراتية، عراق 24) رغم حصولها على تصريح مسبق بدخول مكان الاحتفال.
كما تعرض مراسل قناة "افا ميديا" روكان الجاف لإعتداء أثناء تصويره الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في محافظة كركوك بعد صدور قرار حكومي يتضمن تسليم مقر قيادة العمليات العسكرية الى الحزب الديمقراطي الكردستاني تعبيراً عن رفض السكان العرب والتركمان لهذا القرار، ونقل على إثره إلى المستشفى. كما اعتقل مراسل العربي غسان خضر مع المصور أثناء تغطيتهما للأحداث من قبل القوات العراقية.
الاحتجاجات الشعبية .
الدعوة الى اضراب الموظفين العاملين في القطاع الحكومي في اقليم كردستان محافظة السليمانية نتيجة التأخير في صرف الرواتب الخاصة بهم حيث لم يتم توزيع رواتب الأشهر الثلاثة الماضية مما دعاهم الى اعلان الاضراب منذ بداية شهر سبتمبر. ولا يزال الإضراب مستمراً على الرغم من دخوله الاسبوع الرابع دون حل حقيقي من حكومة الإقليم .
خرجت مظاهرة شعبية من قبل أهالي محافظة النجف الاشرف احتجاجاً على تردي الأوضاع الخدمية وكثرة الحوادث حيث قام المحتجون بقطع الشوارع عن طريق حرق الاطارات ومنع العجلات من السير على الطريق العام مطالبين بإقالة المحافظ .
فيما شهدت العاصمة بغداد تظاهرة دعت اليها عدة منظمات نسوية وناشطين في مجال حقوق الإنسان اعتراضاً على الحكم القضائي الذي صدر بحق قاتلة الطفل (موسى) والتي حكمت بالسجن لمدة (15) سنة بالرغم من قيامها بتعذيب الطفل قبل وفاته بطرق وحشية. وطالب المتجمعون في ساحة التحرير وسط بغداد بالإسراع في إقرار قانون حماية الطفل والعنف الاسري والذي تقف الأحزاب الإسلامية ضد تشريعه بحجة تعارضه مع نصوص الشريعة الاسلامية وانه بوابه لتفكك الأسرة وفقاً لادعاءات معارضي اصدار القانون والذي مضت عليه أكثر من ثلاث سنوات على رفوف مجلس النواب دون تشريع .