الواقع السياسي

شهدت الساحة اليمنية خلال شهر أغسطس تسخيناً دراماتيكياً على نحو ينذر بانتهاء حالة التهدئة العسكرية المستمرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين منذ فشل تمديد الهدنة في 2 أكتوبر 2022، حيث هدد الحوثيون مراراً باستهداف الحكومة والسعودية إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم الاقتصادية والسياسية، والتي يأتي على رأسها تقاسم إيرادات النفط والغاز مع الحكومة.[1]

وقد قوبل التصعيد الحوثي بالرفض، لا سيما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.[2] وفي محاولة لاحتواء التصعيد وإنعاش المشاورات بين الأطراف، أجرى كل من المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج جولة شملت اليمن وعدداً من العواصم الخليجية أجريا خلالها العديد من اللقاءات مع مسئولين يمنيين وسعوديين وإماراتيين وعمانيين وحوثيين، أملاً في التوصل لهدنة تمهد للوصول لحل شامل للأزمة، أو على الأقل الإبقاء على حالة الكمون العسكري كما هو الحال منذ انتهاء الهدنة.

حرية التجمع

على الرغم من التهديدات بالفصل وحملة الاعتقالات والقمع الذي واجهت بها سلطة الأمر الواقع في صنعاء (الحوثيين) المعلمين، الا أن الاحتجاجات ما تزال مستمرة للإسبوع السابع، تنديداً بعدم صرف مرتباتهم المنقطعة منذ سبعة أعوام على التوالي. وكان نادي المعلمين، ونقابة المهن التعليمية قد أعلنا أنه في حال لم يتم الاستجابة لمطالب المعلمين، فإن المعلمين سينفذون اضراباً شاملاً، بالتزامن مع بدء العام الدراسي.

ويواجه نحو ١٦٦٤٣٣ معلم ومعلمة في ١٣ محافظة خاضعة لأنصار الله (الحوثيين) ظروف إنسانية بالغة القسوة بسبب انقطاع مرتباتهم.

حرية التعبير

·       ٢ أغسطس، تعرض الصحفي والباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية مجاهد القب للإعتداء والاعتقال والزج به سجن إدارة أمن الخوخة جنوبي محافظة الحديدة الخاضعة للحكومة من قبل مسلحين يتبعون العميد يحيى الوحيش قائد اللواء التاسع عمالقة.

·       ٣ أغسطس، نقابة الصحفيين اليمنيين تدين استمرار اعتقال الأجهزة الأمنية بمحافظة تعز الواقعة تحت سيطرة الحكومة للصحفي جميل الصامت، على خلفية كتابات رأي انتقد خلالها أداء الأجهزة الأمنية بالمحافظة.

·       ٥ أغسطس، طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين وعدد من المنظمات الحقوقية، بالإفراج عن الصحفي أحمد ماهر الذي يدخل عامه الثاني في معتقل يتبع المجلس الانتقالي الجنوبي الشريك للحكومة اليمنية في "ظروف اعتقال قاسية وإجراءات تعسفية لا تتوفر فيها أدنى شروط العدالة"، حسبما جاء في البيان.

·       ٢٥ أغسطس، تعرض مدير ومالك إذاعة صوت اليمن، مجلي الصمدي لاعتداء وحشي أمام منزله في منطقة الصافية بصنعاء، من قبل عصابة مكونة من خمسة أفراد يُزعم أنهم مرتبطون بجماعة الحوثي. وكان الحوثيون قد أغلقوا في ١١ يوليو إذاعة صوت اليمن التي يملكها الصمدي وصادروا محتوياتها، وما يزالون يرفضون إعادتها على الرغم من صدور حكم قضائي يلزم وزارة الاعلام التابعة للحوثيين بإعادتها.[3]

·       ٣٠ أغسطس، اعتقل جنود من القوات الخاصة الصحفي فؤاد المجيدي مراسل قناة اليمن اليوم في محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، وتم الزج به في سجن قسم شرطة مأرب ولم يفرجوا عنه الا بعد الالتزام بعدم التصوير بدون الحصول على تصريح رسمي.

تقرير شهر أغسطس ٢٠٢٣/ اليمن