الفضاء المدني في فلسطين: مسرحا لانتهاكات حقوق الإنسان سبتمبر 2024

حرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي، وحرية التعبير، والوصول إلى المعلومات، وانتهاكات حقوق الإنسان.

لا يزال الفضاء المدني في فلسطين مسرحا لانتهاكات حقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية التي كفلت الحق في الحياة والحريات العامة والخاصة، حيث استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في سياساتها الممنهجة لتدمير الحياة بكافة أشكالها في فلسطين من خلال القصف الجوي والبري والبحري على كافة مناطق قطاع غزة والاجتياحات العسكرية وإطلاق العنان للمستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم في محافظات الضفة الغربية تحت حماية جيش الاحتلال. كما استمرت حملات التشويه ومضايقة وملاحقة العاملين في منظمات حقوق الإنسان والصحافة وكان آخرها قرار إغلاق مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله.  ولم تقتصر الانتهاكات على سلطات الاحتلال الإسرائيلي إذ قامت السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية باقتراف العديد من الانتهاكات بالضفة الغربية شملت اعتقال ومطاردة أفراد من المقاومة، والتضييق على الصحفيين وتهديد بعضهم.

ولا تزال إجراءات السلطة الوطنية الفلسطينية وسلطة النقد والبنوك الفلسطينية تمثل عائقا أمام حرية تكوين وعمل الجمعيات بالذات تلك العاملة في قطاع غزة والتي انتهت صلاحية مجالس إداراتها خلال فترة العدوان المستمر على قطاع غزة، وبدلا من تسهيل إجراءات تجديد وتمديد صلاحية مجالس إدارة هذه الجمعيات لتقوم بعمليات الإغاثة اللازمة للمدنيين والمهجرين في ظل غياب المساعدات الحكومية لهم ما تزال هناك إجراءات تقييدية تحد من عمل المنظمات منها تجميد الحسابات البنكية.

انتهاك الحق في إجراءات قانونية سليمة 

-        الاحتجاز التعسفي ولأسباب سياسية: تلقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان خلال شهري أغسطس وسبتمبر 43 و39 شكوى على التوالي في الضفة الغربية تركزت حول عدم صحة إجراءات التوقيف، كون توقيف المشتكين كان إما لأسباب سياسية أو توقيفاً تعسفياً.

-        كما سجلت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير 6 حالات إصابة بعيارات نارية، أطلقت من قبل أشخاص مدنيين في قطاع غزة.  وكانت مبررات إطلاق النار عليهم أنهم نفذوا عمليات سرقة لمنازل المواطنين الذين نزحوا بسبب حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع.

التعذيب أثناء التوقيف – المعاملة القاسية والمهينة:

-        سُجلت خلال شهري أغسطس وسبتمبر 31 شكوى تتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة في الضفة الغربية؛ سجلت 21 منها ضد جهاز الشرطة، وشكوى ضد جهاز الأمن الوقائي، وشكويان ضد جهاز الاستخبارات العسكرية، و6 شكاوى ضد اللجنة الأمنية بمدينة نابلس، وشكوى واحدة ضد جهاز المخابرات العامة.

انتهاك عدم تنفيذ قرارات المحاكم والتوقيف على ذمة المحافظ

-        تلقت الهيئة 40 شكوى وسجلت جميعها في الضفة الغربية وتركزت حول الإفراج عن الأشخاص المحتجزين لدى الأجهزة الأمنية.

الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية وحق الحصول على المعلومات

طبقا لمركز مدى (المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية) فقد ارتفع عدد الانتهاكات التي رصدها المركز بنسبة 41% مقارنة بالشهر السابق حيث وبلغ إجمالي عدد الانتهاكات التي وثقت خلال شهر أيلول/سبتمبر ما مجموعه 148 انتهاكا، توزعت على 140 انتهاكاً اقترفته قوات الاحتلال الإسرائيلي ‏منها 132 انتهاكا في الضفة و8 انتهاكات في قطاع غزة، فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة والقطاع 5 ‏انتهاكات، 4 منها في الضفة، وانتهاك وحيد ارتكبته جهات فلسطينية أخرى في قطاع غزة، فيما قيدت منصة "فيسبوك" ‏التابعة لشركة "ميتا" المحتوى لحساب لصحفي في قطاع غزة.‏

وداهمت قوات الاحتلال مكتب شبكة "الجزيرة" في النصف الثاني من شهر أيلول/سبتمبر وصادرت معداته وقامت بإغلاقه لمدة 45 ‏يوما، كما داهمت منازل صحافيين اثنين في مدينة الخليل وعاثت بهما خراباً، كما اقتحم جنود الاحتلال مقر الشركة الفلسطينية ‏للإعلام وصادروا جزءا من معداتها وأتلفوا جزءا آخر.‏  

وفي قطاع غزة استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 من الصحفيين/ات بغارات جوية أو بالاستهداف المباشر بالطائرات المسيرة (كوادكابتر) أدت إلى استشهادهم.

أما الانتهاكات الفلسطينية فشكلت ما نسبته 5% من مجمل الانتهاكات الموثقة، وقع 4 منها في الضفة الغربية، حيث اعتقل جهاز ‏المخابرات الفلسطينية الصحفي أحمد البيتاوي وأفرج عنه بعد 15 يوما بكفالة شخصية مقدارها 1000 دينار أدرني، كما منع ‏أمن مستشفى حلحول الحكومي طاقم قناة "الجزيرة" من تغطية اقتحام قوات الاحتلال للمستشفى، ومنع أمن الرئاسة ‏الفلسطينية الصحفي محمد تركمان من تغطية اقتحام قوات الاحتلال لمدينة البيرة.‏

ووثقت حالة اختطاف للصحفي عبد الله السيد ويعمل لدى قناة ‏TRT‏ في قطاع غزة والاعتداء عليه بالضرب وسرقة جميع متعلقاته بعد رفضه فتح الرمز السري لهاتفه.‏

الحق في التنقل والسفر

-        لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل فرض الحصار غير الإنساني وغير القانوني على قطاع غزة بالإضافة إلى السيطرة وتدمير معبر رفح البري وإغلاقه في ظل انتظار آلاف المصابين والمرضى في قطاع غزة للسفر للعلاج في الخارج.

* تشتمل على الانتهاكات الواقعة في شهري أغسطس وسبتمبر

المراجع:

1.      الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان-فلسطين: التقرير الشهري حول الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان والحريات في فلسطين خلال شهري آب وأيلول من العام 2024.  تقرير شهر آب 2024،   تقرير شهر أيلول 2024.

2.      مركز مدى للتنمية والحريات الإعلامية: التقرير الشهري أيلول/سبتمبر 2024. https://www.madacenter.org/article/1881/