لبنان : الاعتداءات الاسرائيلية على الصحافيين

قد يكون الحدث الابرز في هذا الشهر تصاعد التصعيد الاسرائيلي العسكري تجاه لبنان من خلال قصف جميع المناطق اللبنانية والقيام بتهجير لبنانيين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

انفجرت آلاف البيجر بتاريخ 17/9/2024 في يد عناصر تابعة لحزب الله وهي عبارة عن وسائل اتصال قديمة كان يتم استعمالها في بداية التسعينات قبل ان تصبح الاجهزة الخلوية هي وسيلة الاتصال الاكثر شيوعاً.

وقد فجرّت إسرائيل آلاف أجهزة البايجر التي اخترقتها ووضعت داخلها متفجرات بعناصر حزب الله عبر عملية استخباراتية معقدة في مخالفة واضحة للقوانين الدولية حيث ان طريقة التفجير كانت من الممكن ان تودي بحياة الكثير من المدنيين[1]، وفي اليوم الثاني قامت إسرائيل بتفجير أجهزة اتصالات لاسلكية في عناصر حزب الله[2]، وأعلنت وزارة الصحة ان 37 شخصاً قُتلوا نتيجة الموجتين وجُرح 3539 شخصاً[3]، يومي 17 و18 أيلول/سبتمبر لم يكونوا عاديين في لبنان حيث سادت حالة من الهلع والخوف وبدأت الناس تبتعد عن كل ادوات الاتصال والادوات الكهربائية، ووصلت المستشفيات لطاقتها الاستيعابية الاقصى حيث فقد مئات الاشخاص عيونهم وتمّ بتر أعضائهم بمشاهد تدمي القلب[4].

استمرت إسرائيل في اغتيال قادة حزب الله حتى أتى الحدث الاثقل عندما اغتالت امين عام الحزب السيد حسن نصرالله بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر 2024 في الضاحية الجنوبية حيث القت أطنان من المتفجرات اسقطت ستة ابنية مأهولة لاغتيال السيد نصرالله[5] والمسؤول في الحزب علي كركي[6] ونائب قائد العمليات في الحرس الثوري الايراني عباس نيلفروشان[7] وقد قُتل مدنيين في هذه الغارة ولكن الاحصاءات غير موجودة حتى الآن وقد يكون السبب قوة الانفجار حيث لم يتم إيجاد اية جثامين.

بعد عملية الاغتيال قام الجيش الاسرائيلي بغارات على مراكز سمّاها مراكز حزب الله وطلب من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت بمغادرة أماكن سكنهم لقصفها حيث بدأت موجة النزوح الثانية وقُتل عشرات المدنيين في هذه الغارات[8].

الاعتداءات الاسرائيلية على الصحافيين

تمّ تهديد الصحافية آمال خليل من قبل العدو الاسرائيلي بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر عبر إرسال رسالة الى هاتفها لمنعها من تغطية اعتداءاته، وتمّ تهديدها بقطع رأسها وتفجير منزلها[9].

استشهد الصحافي هادي السيد العامل في الميادين اونلاين إثر قصف إسرائيلي طال بلدة برج رحّال في الجنوب بتاريخ 24 أيلول/سبتمبر[10].

وايضاً وصلت شظايا كبيرة من صواريخ إسرائيلية بتاريخ 28 أيلول/ أكتوبر على اوتيل استراحة صور الذي يعتبر أحد محطات اساسية للصحافيين لتغطية أحداث الحرب في الجنوب[11] مما اضطروا الى إخلائه.

 وهذا يعتبرما تقوم به إسرائيل عملاً ممنهجاً وقد بدأت به مع بداية الحرب على غزة عند قصف مجموعة من المصورين والصحافيين اللبنانيين بتاريخ 13 أكتوبر 2023 مما ادى الى استشهاد المصور عصام عبدالله وإصابة آخرين.

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

·       كتبت الصحافية بادية هاني فحص بتاريخ 24 ايلول/سبتمبر تموز 2024 التالي:

" لي بينتصر بالحرب هو صاحب الطيارة مش صاحب الزمان... الدعاء ما بيكفي جريح الدوا هو لي بيشفيه...بيكفي تخريف هلكتونا.

عندها حصل هجوم تخويني من جمهور حزب الله ضدها باعتبارها تمس بمعتقدات الحزب واتهموها بالخيانة وقاموا بشتم والدها العلامة الراحل هاني فحص.

·       يتم التداول بلائحة لأسماء صحافيين وناشطين سياسيين على انهم خونة ويتماهون في مواقفهم مع العدو الاسرائيلي على خلفية مواقفهم ضد حزب الله، وفي هذه اللائحة تحريض على قتل اشخاص بغض النظر عن صحة آرائهم من عدمها وفي حال كان هناك اية شبهة بالعمالة فهذا من اختصاص القضاء.

·       تمّ التحقيق مع الصحافي روي ابو زيد من قناة ال أم تي في بلدة عدرا في كسروان وتمّ تفتيش سيارته ومراجعة المقابلات التي قام بها من قبل عناصر حزب الله في المنطقة حيث قد سبق إطلاق نار باتجاه السيارة قبل التحقيق معهم[12].