حرية تكوين الجمعيات، وحرية التعبير، والوصول إلى المعلومات، والقيود، وانتهاكات حقوق الإنسان.

استمرت انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني والحريات خلال شهر أيلول/سبتمبر 2022 مع ملاحظة انخفاض عدد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية من جانب الاحتلال الإسرائيلي وفي المقابل زادت الانتهاكات الفلسطينية للحريات العامة بشكل ملحوظ.

حيث تلقت الهيئة المستقلة شكاوى من اثنين من الصحفيين واعتقال أحدهم على خلفية عملهم الصحفي في الضفة الغربية وأحد نشطاء منصات التواصل الاجتماعي في قطاع غزة على خلفية انتقاده لتنفيذ أحكام الإعدام في غزة ورأيه المناهض لهذه العقوبة على صفحة الفيسبوك.

انتهاك الحق في إجراءات قانونية سليمة 

-        الاحتجاز التعسفي ولأسباب سياسية: تلقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان خلال الفترة التي يغطيها التقرير 11 شكوى في الضفة الغربية تركزت حول عدم صحة إجراءات التوقيف، كون توقيف المشتكين كان إما لأسباب سياسية أو توقيفاً تعسفياً. أما في قطاع غزة فقد تلقت الهيئة خلال نفس الشهر 13 شكوى حول الانتهاك المذكور.

-        أما بخصوص التوقيف على ذمة المحافظ فقد وثقت الهيئة توقيف 6 مواطنين على ذمة محافظي محافظتي قلقيلية والخليل. 

التعذيب أثناء التوقيف – المعاملة القاسية والمهينة:

-        تلقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير 38 شكوى تتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة، سجلت منها 15 شكوى في الضفة الغربية؛ 10 منها ضد جهاز الشرطة، وشكوى واحدة ضد جهاز المخابرات العامة وشكويان ضد جهاز الأمن الوقائي، وشكوى واحدة ضد جهاز الاستخبارات العسكرية، وشكوى واحدة ضد الأمن الوطني. أما في قطاع غزة فقد تلقت الهيئة 23 شكوى حول التعذيب، سجلت جميعها ضد جهاز الشرطة.

انتهاك عدم تنفيذ قرارات المحاكم

-        تلقت الهيئة في شهر أيلول/سبتمبر 2022 شكوى من المواطن (أ. ج) جاء فيها أنه تم توقيفه في 4 أيلول 2022 من قبل الأمن الوقائي في جنين ونقل في اليوم التالي 5 أيلول 2022 إلى اللجنة الأمنية المشتركة في أريحا. حيث أصدرت محكمة صلح أريحا قرارا بإخلاء سبيله بتاريخ 20/09/2022 ولم يُخلَ سبيله حتى تاريخ التقرير.

-        كما تلقت الهيئة في شهر أيلول 2022 شكوى من المواطن (م. م)، جاء فيها أنه موقوف منذ 24/07/2022 لدى اللجنة الأمنية المشتركة في أريحا، وأنه صدر قرار من محكمة صلح أريحا في 5/9/2022 بإخلاء سبيله، ولم ينفذ القرار، وتم توقيفه بتاريخ 5/9/2022 على ذمة محافظ سلفيت.

الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية وحق الحصول على المعلومات

طبقا لمركز مدى (المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية) ارتكبت قوات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر أيلول 2022 ما مجموعه 40 اعتداء ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، وقعت جميعها في الضفة الغربية بنسبة 70 % من مجمل الاعتداءات الموثقة. وجاءت جميعها ضمن الاعتداءات الخطرة على الحريات الإعلامية والهادفة بشكل أساسي لمنع الصحفيين من التغطية ونقل الأحداث، حيث توزعت على 8 إصابات جسدية نتجت عن إصابة مباشرة بقنابل الغاز أو الاختناق برائحة الغاز أثناء التغطية الميدانية، إضافة لتعرض بعض الصحفيين للضرب والدفع بالأيدي لإبعادهم عن تغطية الأحداث في مدينة القدس.

وشملت الاعتداءات الإسرائيلية خلال أيلول الماضي 21 حالة منع تغطية، كما شملت اعتقال صحفيين اثنين، حيث أفرج عن الصحفية لمى غوشة بعد اعتقال دام 19 يوما بشرط الحبس المنزلي ودفع كفالة مالية مقدارها 50 ألف شيكل، ومنعها من استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، وبقي الصحفي ياسين أبو لفح معتقلا في سجن عوفر.

كما جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاعتقال الإداري للصحفية بشرى الطويل مدة ثلاثة أشهر أخرى وللمرة الثالثة على التوالي، وهي معتقلة منذ 21 آذار 2022.

أيضا وثق مركز مدى خلال أيلول حالتين لإتلاف معدات لصحفيين في الميدان، حيث استهدفت سيارة صحفي بأربع عيارات معدنية، فيما اعتدى أحد المستوطنين على سيارة صحفي آخر بإلقاء حجر كبير عليها الأمر الذي سبب لها ثقبا في الباب. وقامت قوات الاحتلال خلال الشهر الماضي باحتجاز صحفيين اثنين إلى جانب طاقم تلفزيون "عودة" وعرقلة عملهم وحذف بعض المواد المصورة لهم، في حين تم استهداف صحفي آخر بقنبلتي غاز لمنعه من التغطية.

أما موقع صدى سوشال فقد وثق مركز صدى الاجتماعي أكثر من 130 انتهاكًا رقميًا ضد المحتوى الفلسطيني في أيلول/سبتمبر 2022. توزعت الانتهاكات التي رصدتها صدى سوشال عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة كما يلي: جاءت المنصات التي تديرها شركة ميتا في أعلى المنصات ارتكابًا للانتهاكات، بواقع 91 انتهاكًا على منصة فيسبوك تنوعت ما بين حذف المنشور تبعه تقييد الوصول ومنع النشر ومنع استخدام بعض الخصائص مثل البث المباشر والإعلانات والمشاركة في المجموعات لفترة زمنية معينة، وحذف الحساب بشكل كلي، إضافةً إلى 20 انتهاكًا على واتساب، تضمن حذف أرقام صحفيين ومسؤولين فلسطينيين. بالإضافة إلى 11 انتهاكًا من انستغرام، و4 انتهاكات عبر منصة تيكتوك، وانتهاكين على تويتر الذي وسم العديد من المحتوى الاخباري الفلسطيني بأنه حساس، تبعه رصد المركز انتهاكين على منصة يوتيوب بحق القنوات الإخبارية والفلسطينية.[1]

الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة

-        بتاريخ 19/9/2022 وفي أعقاب الاحتجاجات التي وقعت في مدينة نابلس، على خلفية اعتقال المواطن "مصعب اشتيه"، ووفاة المواطن "فارس يعيش"، وقعت اشتباكات في أكثر من مكان في مدينة نابلس بين المواطنين والأجهزة الأمنية، وتخلل ذلك إطلاق رصاص بين الفينة والأخرى و إغلاق للشوارع وحرق للإطارات وخاصة وسط مدينة نابلس بالقرب من مركز شرطة المدينة وفي شارع القدس، وذلك احتجاجا على عملية الاعتقال كما صاحب ذلك عمليات تكسير وتحطيم لبعض المؤسسات في منطقة الدوار من قبل المتظاهرين وتكسير بعض أجهزة الصرف الآلي لبنوك عاملة في المدينة.

-        بتاريخ 26/9/2022 ليلا قام مجهولون بإطلاق أعيرة نارية باتجاه مقر لجنة الخدمات في مخيم جنين، وقد حضرت قوة من جهاز الشرطة لمكان الحادث وفتحت تحقيقا لمعرفة الفاعلين وأسباب الحدث وقد علمت أنه تم القبض على عدد من المتهمين بإطلاق النار.

 الحق في التنقل والسفر

-        خلال فترة التقرير تلقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة 5 شكاوى من مواطنين أبلغوا عن حرمانهم من استصدار أو تجديد جوازات سفرهم من قبل وزارة الداخلية في رام الله. تعود أسباب الرفض التي تم الإفصاح عن بعضها إلى وقف إصدار معاملات جواز السفر من قبل اللجنة الأمنية (الأمن الوقائي) وجهاز المخابرات العامة.  

-        ولا زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل فرض الحصار غير الإنساني وغير القانوني على قطاع غزة.

المراجع:

1.      الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان-فلسطين: التقرير الشهري حول الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان والحريات في فلسطين خلال شهر سبتمبر من العام 2022.  https://bit.ly/3cmywn1

2.      مركز مدى للتنمية والحريات الإعلامية: التقرير الشهري أيلول/سبتمبر 2022.  https://www.madacenter.org/article/1792/  

3.      مركز صدى سوشال: التقرير الشهري أيلول/سبتمبر 2022. https://sada.social/