التقرير الشهري حول الفضاء المدني في فلسطين

شهر: أيار/مايو 2022

حرية تكوين الجمعيات، وحرية التعبير، والوصول إلى المعلومات، والقيود، وانتهاكات حقوق الإنسان.

استمرت انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني والحريات خلال شهر أيار/مايو 2022 مع ارتفاع في عدد انتهاكات الحريات الإعلامية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي كان أخطرها قتل الصحفية شرين أبو عاقلة بغية التعتيم على جرائم الاحتلال ضد المواطنين والصحفيين.

فقد رصدت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان – ديوان المظالم وقوع انتهاكات متفرقة لحقوق الإنسان. ولا زالت انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي تتزايد في نوعها وخطورتها على المواطنين وخصوصا الصحفيين/ات والحريات الإعلامية أثناء تغطياتهم للأحداث الميدانية. وكان أخطر هذه الانتهاكات جريمة قتل مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها الميدانية في مخيم جنين.

حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي

-        بتاريخ 7/5/2022 منع جهاز المباحث العام لقاء لقائمة الشهيد ياسر عرفات التابعة لحركة فتح التي تنافس على انتخابات مجلس نقابة المحاميين الفلسطينيين، داخل قرية كنعان السياحية في بيت لاهيا.

-        بتاريخ 17/5/2022 منع جهاز المباحث العامة تجمع لعدد ما يقارب 90 شخص (موظفين مستقيلين من حكومة غزة) من بينهم 7 سيدات في الجندي المجهول وبالقرب من المجلس التشريعي وهم لجنه الموظفين الحكوميين المستقيلين.

انتهاك الحق في إجراءات قانونية سليمة 

تلقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان خلال فترة التقرير 17 شكوى تركزت حول عدم صحة إجراءات التوقيف، كون توقيف المشتكين كان إما لأسباب سياسية أو توقيفاً تعسفياً. توزعت هذه الشكاوى 9 في الضفة الغربية و8 في قطاع غزة. كما تلقت الهيئة 8 شكاوى تتعلق بالتوقيف على ذمة المحافظ سجلت جميعها في الضفة الغربية.

كما تلقت الهيئة 22 شكوى تتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة، 12 منها في الضفة الغربية، سجلت 7 منها ضد جهاز الشرطة، و4 شكاوى ضد جهاز المخابرات العامة، وشكوى واحدة ضد جهاز الاستخبارات العسكرية. أما في قطاع غزة فقد تلقت الهيئة 10 شكاوى حول التعذيب، سجلت جميعها ضد جهاز الشرطة.

الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة

بتاريخ 13/05/2022 وفي مدينة غزة تم إطلاق عيارات نارية من سيارة مسرعة تجاه عقيد متقاعد في جهاز المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية مما أدى إلى إصابة طفيفة في يده اليمنى. فتحت الشرطة تحقيقا في الحادث وتم توقيف المشتبه بهم بحادث إطلاق النار.

الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية وحق الحصول على المعلومات

طبقا لمركز مدى (المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية) فقد استقر عدد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الحريات الإعلامية الفلسطينية خلال شهر مايو مقارنة بشهر أبريل، حيث رصد ووثق المركز ما مجموعه 49 انتهاكا ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، علما أن الشهر السابق كان قد شهد 47 انتهاكا إسرائيليا. وعلى الرغم من تقارب عدد الانتهاكات إلا أن نوعيتها وأسلوب ارتكابها كان مختلفا عن الشهر السابق في مناطق الضفة والقدس المحتلة وبنسبة 77% من مجمل الاعتداءات، مقابل 47 انتهاكا رصدت خلال شهر نيسان/أبريل الماضي. إلا أن هذا التقارب في الأعداد لا يعكس أي تحسننا في الممارسة الإسرائيلية تجاه الحريات الإعلامية، إذ شهد شهر أيار أخطر انتهاك تم رصده وهو قتل مراسلة قناة الجزيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء التغطية الميدانية في مخيم جنين، وما تبعه من تحريض صريح بقتل الصحفيين، كما لوحظ أن بعض الانتهاكات ارتكبت من قبل المستوطنين.

وانحصرت جميع الاعتداءات ضد الحريات الإعلامية خلال شهر أيار/مايو في مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، وجاءت الاعتداءات الـ 65 التي رصدها مركز (مدى) خلال شهر مايو موزعة على 49 ارتكبتها سلطات الاحتلال وجماعات المستوطنين، و14 انتهاكا ارتكبه موقع "فيسبوك"، في حين بلغ عدد الانتهاكات الفلسطينية انتهاكا واحدا فقط.

شكلت الاعتداءات الجسدية المباشرة -سواء ارتكبت من قوات الاحتلال أو المستوطنين- القسم الأكبر من مجموع الانتهاكات ضد الصحفيين والطواقم الإعلامية بنسبة 28%، فيما شكل منع التغطية والاستهداف لمنع التغطية ما نسبته أيضا 28% من مجمل الاعتداءات الإسرائيلية إضافة لما تم ارتكابه من انتهاكات أخرى. ووقعت هذه الاعتداءات في معظمها في مدينة القدس المحتلة نتيجة تغطية الأحداث عقب مقتل الصحفية أبو عاقلة، ونتيجة تغطية الصحفيين/ات والطواقم الإعلامية لمسيرة الأعلام التي أقامها المستوطنون في مدينة القدس المحتلة بعد اقتحامهم للمسجد الأقصى بتاريخ 29/05 والتي تخللها اعتداءات على المواطنين وترديد هتافات "الموت للعرب".

وفي الضفة الغربية، تم تسجيل انتهاك واحد ارتكبته جهات فلسطينية ومثل نسبة 2% من مجمل الانتهاكات المرتكبة. وانحصرت الانتهاكات الفلسطينية في التحريض الذي مارسته صفحات وهمية فلسطينية ضد مدير شبكة J-Media الصحفي علاء الريماوي والذي تلقى رسائل تحريضية ضده من قبل هذه الصفحات المحسوبة على الأجهزة الأمنية الفلسطينية كما قال.

ارتفعت انتهاكات وسائل التواصل الاجتماعي خلال شهر أيار الماضي، حيث رصد مركز (مدى) ما مجموعه 15 انتهاكا ارتكبها فيسبوك بنسبة 22% من مجمل الانتهاكات المرتكبة خلال الشهر، حيث أغلق ثلاث صفحات لمكتب “We One” للثقافة والإعلام، إضافة لإغلاق الصفحة الخاصة لمديرة المكتب الصحفية أصالة خويص وتقييد الصفحة البديلة التي قامت بإنشائها عوضاً عن الصفحة المغلقة.

كما أقدمت شركة "ميتا" على إغلاق عدة صفحات لوكالة "قدس برس" على تطبيق فيسبوك وبدون أي إنذار مسبق يوم الثلاثاء الموافق 31/05. وأفاد ثائر زياد الفاخوري (30 عاما) وهو أحد القائمين على إدارة صفحة وكالة "قدس برس" أنه بتاريخ 31/05 أغلقت إدارة الشركة صفحة وكالة "قدس برس" على تطبيق فيسبوك، إضافة لإغلاق صفحات شخصية لثماني مدراء يعملون على الصفحة في عدد من دول العالم منهم الصحفيين ثائر الفاخوري وعامر أبو عرفة في الضفة والصحفي أحمد جمال في قطاع غزة.

بعد مراسلة إدارة الشركة في اليوم التالي، تم إعادة الصفحات المغلقة للجميع عدا حسابين لم يتم تأكيد الهوية لهما، واعتذرت إدارة الشركة عن هذا الإجراء متذرعة أن خطأ ما قد حدث.

الحق في التنقل والسفر

-        بتاريخ 30/5/2022 تلقت الهيئة شكوى المواطن (م. س) 35 عاماً من غزة أفاد فيها أنه تقدم في شهر سبتمبر 2016 بطلب الحصول على جواز السفر الخاص به إلى "دائرة الجوازات" بوزارة الداخلية في رام الله، وبعد تقديمة الأوراق اللازمة لإتمام المعاملة ودفع الرسوم المستحقة، تلقى رداً في شهر ديسمبر 2016 من قبل مدير المكتب المذكور يفيد بعدم إتمام إجراءات إصدار جواز السفر لوجود منع أمني من قبل الأجهزة الأمنية في رام الله دون ذكر الأسباب. وفي شهر فبراير 2022 تقدم بطلب جديد للحصول على جواز سفر مرة أخرى عن طريق مكتب مراكش للسياحة والسفر في مدينة غزة ودفع الرسوم المستحقة، وبعد أسبوعين تقريباً من تاريخ تقديم الطلب تم إبلاغه بعدم إتمام معاملة إصدار جواز سفره لأسباب أمنية.

-        بتاريخ 24/5/2022 تلقت الهيئة شكوى المواطن (م. م) 30 عاماً من دير مدينة البلح، أفاد فيها أنه وبتاريخ 2/9/2018 تقدم بطلب لدى وزارة الداخلية في رام الله لتجديد جواز السفر الخاص به، وذلك عبر مكتب شركة العارف للسياحة والسفر في غزة. راجع مكتب الخدمات عدة مرات وكان آخرها بتاريخ 5/5/2022، وكان يتم إبلاغه أن طلبه ما زال قيد الانتظار لدى وزارة الداخلية، دون إبداء الأسباب.

كما تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة فرض الحصار غير الإنساني وغير القانوني على قطاع غزة.

المراجع:

1.      الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان-فلسطين: التقرير الشهري حول الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان والحريات في فلسطين خلال شهر أبريل من العام 2022.  https://bit.ly/3OkGmeN

2.      مركز مدى للتنمية والحريات الإعلامية: التقرير الشهري أيار/مايو 2022. https://www.madacenter.org/article/1777/