السودان : حالة الفضاء المدني

١. تمهيد :

 بعد سقوط ولاية الجزيرة في ديسمبر ٢٠٢٣ في أيدي قوات الدعم السريع ارتفعت وتيرة الصراع المسلح في السودان ، كما قام طرفي الحرب بتضييق الفضاء المدني بشكل أكبر مما كان عليه .

٢/توقف النشاط المدني بالكامل :

توقف النشاط المدني بالكامل داخل السودان بعد تسعة اشهر من الحرب ، مع زيادة وتيرة تجنيد المدنيين من قبل طرفي الحرب في السودان ، الجيش و واجهات الاسلاميين الذي تم اسقاط حكمهم في ابريل ٢٠١٩  أعلنوا تكوين المقاومة الشعبية المسلحة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش ، كما واصل الدعم السريع استقطاب مدنيين جدد للحرب من المجموعات الإثنية التي يري انها موالية له ، مع تصاعد الخطاب الإثني فإن الصوت المدني يتراجع بشكل كبير في السودان .

ينحصر الدور المدني في الوقت الحالي في السودان في تقديم الخدمات الإنسانية وهو دور كبير في ظل ظروف أمنية صعبة وتقييد على الحركة ، وايضا في توثيق الانتهاكات حيث نشطت عدة مراصد في الآونة الأخيرة وهو نشاط يتم تحت ضغوط أمنية شديدة .

٣. اغتيالات واعتقالات  الناشطين المدنيين :

أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي عن اغتيال أحد اعضائه محمد احمد بدري في معتقلات الجيش السوداني ، حيث ظل معتقلا منذ يونيو ٢٠٢٣ .

بينما تواصل اعتقال قيادات غرف الطواريء الشبابية التي تعمل في مجال العمل الانساني من قبل الجيش أو الدعم السريع .

وقد قامت الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش باعتقال الاستاذ ساطع الحاج المحامي والقيادي بالحزب الناصري في بداية شهر يناير وقامت بإطلاق سراحه بعد عدة أيام .

٤. التضييق القانوني :

توقفت اغلب المنظمات الوطنية العاملة في السودان لصعوبة الحركة والتنقل ، ونزوح العاملين والناشطين في المجتمع المدني ومنظماته داخل وخارج السودان ،، وفي المناطق التي يسيطر عليها الجيش فإن الجهات الحكومية تفرض قيود إضافية على عمل المنظمات .وفي مناطق سيطرة الدعم السريع يكاد ينعدم وجود المنظمات الوطنية في ظل غياب الأمن والتخوف من  غياب أجهزة إنفاذ وتطبيق القانون في الولايات التي يسطر عليها الدعم السريع .

٥. المجتمع المدني خارج السودان:

أصبح النشاط الأكبر للناشطين في الفضاء المدني والسياسي في السودان خارج السودان خاصة في دول (كينيا ، يوغندا ، اثيوبيا) حيث تتاح مساحة أكبر الناشطين السودانيين ويتم تسجيل منظمات سودانية وشبكات شبابية في تلك الدول .