الفضاء المدني في المنطقة العربية

يسعى هذا المرصد إلى تغطية أخبار الفضاء المدني في المنطقة العربية وتحليلها ومواكبة المجتمع المدني بكافة تحدياته وانتقالاته
البحرين: قراءة موجزة حول الفضاء المدني في ظل الحرب على غزة فلسطين:حقوق الإنسان - حبر على ورق – انتهاكات مستمرة وازدواجية معايير موريتانييا: التحديث الشهري لأنشطة الفضاء المدني خلال شهر أكتوبر 2024 الجزائر :البيئة التمكينية لشهر تشرين الأول أكتوبر2024 السودان: حالة الفضاء المدني -تقرير شهر أكتوبر 2024 العراق :ايقاظ مذكرات قبض منسية تحت الرماد المغرب :إضرابات واحتجاجات اليمن: بين تهم الجاسوسية وصمت العالم: استمرار احتجاز الحوثيين للعاملين في الإغاثة والمجتمع المدني لبنان: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة مصر: تقرير المجتمع المدني البحرين: قراءة موجزة حول الفضاء المدني في ظل الحرب على غزة الجزائر: دعوات لإطلاق سراح سجناء الرأي مصر: استمرار تعاون الدولة مع منظمات المجتمع المدني العراق: المجتمع المدني وصراع جديد للوصول الى المعلومات المجتمع المدني في الأردن: تحديات التمويل والاستقلالية لبنان : الاعتداءات الاسرائيلية على الصحافيين المغرب: عودة قضية الهجرة غير النظامية لتخيم على المشهد العام الفضاء المدني في فلسطين: مسرحا لانتهاكات حقوق الإنسان اليمن: اعتقالات واسعة حالة الفضاء المدني في السودان
آخر التطورات
عد الى الخلف
حالة الفضاء المدني في السودان
Aug 01, 2024

حالة الفضاء المدني في السودان في يونيو| يوليو 2024 .

اعداد : مدني عباس مدني

1 /مقدمة

يتواصل الصراع المسلح في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي انطلق في العاصمة السودانية الخرطوم في 15 ابريل 2023 وتبعاً له يزداد  التضييق على الفضاء المدني في السودان , حيث يتم اعتقال الناشطين في العمل القاعدي الانساني, وهو النشاط المدني الأبرز خلال فترة الحرب ,وقد  تواصل خلال شهري يونيو ويوليو اعتقال السياسيين المعارضين لقيام الحرب.

2| أوضاع انسانية صعبة في السودان

يواجه السودان أوضاع انسانية بالغة السوء فحوالي 26 مليون سوداني- اكثر من نصف سكان السودان - يحتاجون الى مساعدات انسانية عاجلة , كما يواجه قرابة ال 800 ألف سوداني يتوزعون على عشرة ولايات  خطر المجاعة , كل ذلك يحدث في ظل استمرار النزاع المسلح , وعدم التزام طرفي الحرب بتوفير الخدمات للمواطنين , وفشل الموسم الزراعي , يتصدى المجتمع المدني السوداني عبر غرف الطوارئ القاعدية ومنظمات المجتمع المدني , و مساندة لا زالت أقل من المستوي من المجتمع الدولي لتخفيف أثار الكارثة الانسانية . حيث تتم اقامة المطابخ الجماعية , وبرامج للتحويل النقدي المباشر للمستهدفين .

كما تجدر الاشارة هنا للمجهودات التي تقوم بها القيادات الاهلية ورجال الطرق الصوفية في العديد مناطق السودان لتوفير الخدمات للإعداد الكبيرة التي نزحت بسبب الحرب للتكايا والزوايا الصوفية .

 

3 / التضييق على النشاط المدني

خلال شهري يونيو ويوليو 2024 تواصل اعتقال الناشطين من غرف الطوارئ الانسانية والاحزاب السياسية في ولايات عديدة منها: القضارف، النيل الابيض , الجزيرة و ولايات دارفور , ويتم الاعتقال في مناطق سيطرة الجيش السوداني أو في مناطق سيطرة الدعم السريع .

في الاطار القانوني، تتعدد الجهات التي تتطلب التسجيل لممارسة العمل لمنظمات المجتمع المدني , بينما تُسجل المنظمات الوطنية والدولية في مفوضية الشؤون الانسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني , فان الدعم السريع اصبح يفرض علي المنظمات العاملة في مناطق سيطرته ذات الاجراءات .

 

4/ المجتمع المدني والعمل على تجاوز التضييق :

في شهر يوليو أطلقت لجنة المعلمين حملة وطنية لإيقاف الحرب وقد حظيت حملتها بموافقة ودعم العديد من الاجسام المهنية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني في السودان , كما أعلنت نقابة الصحفيين في السودان عن تنظيم حملة مماثلة في شهر أغسطس .

شكًّلت نقابة الصحفيين فرعية لها في أوغندا مع تزايد اعضاء الصحفيين السودانيين هنالك , كما نشطت العديدة من الفعاليات التي تقيمها منظمات المجتمع المدني في أوغندا وكينيا واثيوبيا .

أما في السودان، فان المجموعات القاعدية (غرف الطوارئ) وعدد من المنظمات الوطنية تُوِّسع من مساحات عملها رغم الاعتقالات والتضييق. ومع تمدد رقعة الحرب الى ولاية سنار ونزوح عشرات الآلاف من المواطنين الى ولايات كسلا والقضارف، فقد عملت غرف الطوارئ على التصدي إلى الوضع الانساني السيء من خلال توفير المساعدات للنازحين

5/ خاتمة:

شهد شهري يونيو ويوليو تعسفاً في التعامل مع الفاعلين في الفضاء المدني، كما شاهد محاولات لتفادي حالة التضييق والتكبيل عبر الحملات والندوات في الفضاء الاسفيري , والاستفادة من تواجد السودانيين في دول الجوار خاصة أوغندا – التي تتيح مساحة أوسع للنشاط الثقافي والسياسي للسودانيين – لاسيما وان العديد من منظمات المجتمع المدني قد أسست مراكز عمل أخرى لها في دول الجوار بالإضافة لمكاتبها في السودان أو بديلاً لها في بعض الحالات .

يمكننا القول ان هنالك نشاط مدني متحسن نسبياً ولكنه خارج حدود سيطرة القوات المتحاربة , كما يبدو أن الخطاب الذي يدعوا لإيقاف الحرب أصبح يجد له صدي وقبول في اوساط السودانيين مقارنة بحالة الاستقطاب السياسي والاثني التي كانت سائدة منذ بداية الحرب .