آخر التطورات
عد الى الخلفالسودان: استمرار حالة العنف والانتهاكات تجاه المدنيين
شهد شهر يوليو استمرار الحرب التي
تجري في السودان وبشكل رئيسي في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع،
حيث استمرت حالة العنف والانتهاكات تجاه المدنيين، كما تعطلت الحياة بشكل كبير في
العاصمة الخرطوم، حيث تعطلت المدارس والجامعات، وكل المرافق الحكومية، حيث خرج
أكثر من 67 % من المستشفيات في المناطق القريبة من الخدمة.
يتجاوز عدد النازحين داخلياً أكثر
من مليون ومائتي ألف وعبر أكثر من 631 الف
الحدود خارج السودان، بينما يحتاج حوالي ال25 مليون سوداني الي المساعدات الإنسانية.[1]
1. المجتمع المدني والتصدي للأوضاع الانسانية
تعاني منظمات المجتمع المدني من
القدرة على التصدي للاوضاع الانسانية بالغة التعقيد في السودان، وتضعف قدرتها على
التصدي للكارثة الانسانية لعدة عوامل منها ضعف التمويل، وعدم قدرتها على الوصول
للمقار المحتلة بواسطة قوات الدعم السريع خاصة في ولاية الخرطوم حيث توجد أغلب
المقار الرئيسية للمنظمات الوطنية والدولية، كما تعاني المنظمات الوطنية من نزوح
كوادرها داخل وخارج السودان بسبب الحرب.
تلعب لجان المقاومة الشعبية أدوراً
مهمة من حيث التصدي وفق امكانياتها وعبر استنفار الجهد الأهلي في التصدي للحوجات الانسانية،
ففي ولاية الخرطوم ومناطق النزاع تم تشكيل لجان الطواريء وهي تكوينات اهلية تقوم
بتوصيل المساعدات المختلفة للمحتاجين، كما تلعب لجان المقاومة أدوار مهمة في توفير
الاحتياجات في معسكرات النزوح في الولايات المختلفة بالتعاون مع المجتمعات المحلية.
الكارثة الانسانية أضعفت دور وتأثير
منظمات المجتمع المدني التي تعمل في مجال المناصرة والسياسات لاسباب متعددة منها
حالة الحرب والتي يصعب معها هذه الانشطة خاصة في ظل التضييق والاعتقالات التي تتم
في بعض الولايات وخلال شهر يوليو تم اعتقال الناشط المدني والسياسي الشريف
الحامدابي وأحمد حسن أبوهريرة بواسطة قوات الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش
السوداني.
2. المجتمع المدني ومبادرات ايقاف الحرب وتوحيد القوي المدنية
منذ قيام الحرب نشطت مجموعات مختلفة
بين القوي المدنية من اجل تشكيل تحالف للقوي المدنية لمناهضة الحرب في السودان، في
شهر يوليو كان هناالك نشاط ملحوظ لهذه المبادرات فبالاضافة للجبهة المدنية لايقاف
الحرب نشطت مبادرات مثل الآلية الوطنية لايقاف الحرب، ومجموعة اعلان المبادئ، كما
التئم اجتماع للعديد من منظمات وقوي المجتمع المدني في نيروبي منتصف يوليو
بالتنسيق مع منظمات وطنية في منطقة القرن الافريقي لدعم مجهودات الاتحاد الافريقي
ومنظمة الايقاد لايقاف الحرب في السودان.
تتواصل مبادرات مختلفة من منظمات
المجتمع المدني في السودان لايقاف الحرب وفتح الباب أمام النشاط المدني مقابل
عسكرة الفضاء العام.
3. الاعلام معاناة لم تتوقف
أوضاع الصحفيين تمضي نحو الاسوأ، وتصل
الانتهاكات تجاههم حد القتل، ووفق تقرير لنقابة الصحفيين السودانيين فان استمرار
الحرب أدي الي اختفاء معالم الحياة في السودان بشكل شبه كامل، مما أدي الي نزوح
أعداد كبيرة من الصحفيين الي الولايات أو خارج السودان، وبقيت أعداد كبيرة منهم
عالقة في الحدود بسبب تعقيدات تأشيرة الدخول، في ولاية غرب دارفور فان الصحفية
عرفة خواجة التي فرت من مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور بعد مقتل أبنائها الثلاثة
وهي حامل في شهرها الأخير قطعت 25 كيلومتر سيراً على الأقدام وأنجبت وليدها عبر
المعبر الحدودي مع تشاد، أشار بيان نقابة الصحفيين الذي احتوي علي تقرير رصد النصف
الاخير من يوليو لمقتل الصحفي عثمان مرجان والذي بحسب ابنه فقد تعرض للقتل بواسطة
رصاصتين أحداهما في الرأس بواسطة قوات الدعم السريع عندما رفض أخلاء منزله، كما
أشار التقرير الي اعتقال الصحفي ناصر النور من قبل قوات الدعم السريع والأعتداء
عليه بالضرب والتعذيب، كما اشار أيضاص الي مجموعة تهديدات تلقاها بعض الصحفيين. [2]
تنتشر خطابات الكراهية والعنف بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل يهدد لتحول الحرب السودانية الي حرب أهلية شاملة كما يعاني الصحفيون والمدونون من التهديدات المستمرة التي تلاحقهم ومحاولة تصنيفهم لصالح أحد طرفي الحرب في السودان.
مدني عباس مدني
تقرير أحوال الفضاء المدني لشهر يوليو
2023