الفضاء المدني في المنطقة العربية

يسعى هذا المرصد إلى تغطية أخبار الفضاء المدني في المنطقة العربية وتحليلها ومواكبة المجتمع المدني بكافة تحدياته وانتقالاته
الجزائر: تأييد الحكم بالسجن ضد الصحفي بن جامع و عريضة تطالب بالعفو عن الصحفي إحسان القاضي مصر: العودة لاستهداف المعارضة العراق: عطايا السلطة هي من ترسم حدود حرية التعبير المغرب: تطورات على الساحة السياسية والاجتماعية الفضاء المدني الفلسطيني بين مطرقة العدوان الاسرائيلي وسندان التمويل الدولي المشروط السودان: حالة الفضاء المدني اليمن: الحق في التكوين - اتساع الفجوة بين النص والممارسة الجزائر : خبيرة دولية تحذر من تقييد الفضاء المدني البحرين: استمرار تقييد العمل المدني العراق :نهاية عام من تراجع بيئة الحريات الاردن: حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ترتقي سلّم أولويات "المجتمع المدني" آخر شهر من السنة: على إيقاع الازمات الاجتماعية. السودان: تدهور الاحوال الامنية والانسانية فلسطين: استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الثالث الجزائر: تشريعات جديدة تنظم الصحافة والاعلام في غياب لموقف المنظمات منها المغرب: تجاذبات تخص تعديل مدونة الاسرة الأردن: المجتمع المدني, مُحرك لتعزيز مسار الاقتصاد الأخضر العراق: ارتفاع مستويات تقييد النشاط المدني في ظل تمدد النشاط المسلح اليمن: وضع الفضاء المدني في ظل تطورات الواقع السياسي البحرين: التضامن مع فلسطين وتقييد الحريات
آخر التطورات
عد الى الخلف
السودان: تدهور الاحوال الامنية والانسانية
Jan 23, 2024

السودان: تدهور الاحوال الامنية والانسانية

اعداد: مدني عباس مدني

 

 1| مقدمة :

تدهورت الاحوال الامنية والانسانية بشكل كبير خلال شهر ديسمبر , حيث قامت قوات الدعم السريع بنقل الحرب الي ولاية الجزيرة والتي تمثل الثقل الاقتصادي بعد ولاية الخرطوم , كما نزح اليها مئات الالاف عقب اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023 , وقد كانت تتواجد فيها المكاتب الرئيسية لأغلب المنظمات الوطنية والدولية , وللموقع الاستراتيجي للاقليم فقد ارتبط به عمليات الامداد الانساني لبقية ولايات السودان .

لقد كان لسقوط ولاية الجزيرة تداعيات كبيرة على الفضاء المدني في السودان فبجانب تأثيرة على مركز نشاط المنظمات الدولية والانسانية في عاصمة الولاية مدينة ود مدني , فان الولايات الاخرى التي تقع تحت سيطرة الجيش مضت الى زيادة حالة الاستنفار والتعبئة الحربية وضيقت من مساحة العمل المدني بشكل عام .

2| اعتقالات للناشطين والسياسيين :

شهد شهر ديسمبر أكبر موجه لاعتقالات التاشطين في المجال المدني ( سياسي , انساني ) حيث اعتقل العشرات في ولايات السودان المختلفة , وقامت الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الوداني وجهاز المخابرات باعتقالات في ولايات النيل الازرق , سنار , الشمالية , البحر الاحمر , نهر النيل , كما شملت الاعتقالات أعضاء في غرف الطورايء ( اللجان القاعدية التي تقوم بتوفير وتوزيع العون الانساني في السودان ) , في ظل بروز سيطرة عناصر الحركة الاسلامية التي سقط نظامها في 11 ابريل 2019 فان سلوك شبه انتقامي ينظم ضد لجان المقاومة والقوي السياسية في مناطق سيطرة الجيش , واستغلال حالة الحرب لفرض قيود\ استثنائية على النشاط المدني والسياسي .

أما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع فتنعدم امكانية أي عمل مدني وسياسي , كما يعاني العاملون في مجال العون الانساني من المضايقات والنهب المستمر .

 

 

3| تقييد العمل الانساني والسياسي :

يتطلب العمل الانساني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة العديد من الاجراءات والموافقات من قبل الجهات الامنية , كما توقف العمل السياسي والمدني بشكل كبير , فقط ينشط العمل الدعائي للاستنفار الشعبي للقتال لصالح الجيش .

وفي مناطق سيطرة الدعم السريع لا يوجد عمل للجهات الحكومية المسؤولة عن تنظيم عمل المنظمات ويغيب وجود المصارف والبنوك مما يجعل عمل المنظمات الانسانية بالغ الصعوبة .

4| خطاب الكراهية ضد الناشطين في العمل المدني :

يعمل الاعلام الحربي في تشويه صورة الناشطين في العمل المدني والمطالبين بوقف الحرب , كما يتم اتهامهم بالتعاون مع أحد اطراف الحرب , لقد ساهمت حملات الكراهية والتخوين في خروج الناشطين والفاعليين المدنيين من السودان في ظل التهديد المستمر لهم من اطراف النزاع في السودان .

في ولاية نهر النيل طالب والي ولاية نهر النيل قوي اعلان الحرية والتغيير ( والتي تشمل طيف كبير من القوى السياسية والنقابية والمدنية التي فجرت ثورة ديسمبر ) بمغادرة الولاية خلال 72 ساعة في ظل خطاب الكراهية ضد الفاعلين السياسين والمدنيين , وتسلط خطاب الكراهية والتخوين ايضا على لجان المقاومة وكافة القوي المدنية الفاعلة في السودان .

5|خاتمة :

منذ بداية اعداد هذه التقارير المتعلقة بحالة الفضاء المدني في السودان عقب اندلاع الحرب فيه فان تدهور حالة الفضاء المدني في مقابل عسكرة المجال العام تزداد بشكل مضطرد , ومع اتساع حالة الانتهاكات التي يشهدها السودان وغياب احترام حقوق الانسان وعدم الالتزام بحقوق المدنيين فان ذلك يمضي لمقاربة اغلاق الفضاء العام وليس التضييق فقط , حيث انحصر اغلب نشاط الفاعليين المدنيين والسياسيين خارج السودان لاسيما في في دول كينيا , يوغندا واثيوبيا .