آخر التطورات
عد الى الخلفالسودان: تدهور الاحوال الامنية والانسانية
السودان: تدهور الاحوال الامنية
والانسانية
اعداد: مدني عباس مدني
1| مقدمة :
تدهورت
الاحوال الامنية والانسانية بشكل كبير خلال شهر ديسمبر , حيث قامت قوات الدعم
السريع بنقل الحرب الي ولاية الجزيرة والتي تمثل الثقل الاقتصادي بعد ولاية
الخرطوم , كما نزح اليها مئات الالاف عقب اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023 , وقد
كانت تتواجد فيها المكاتب الرئيسية لأغلب المنظمات الوطنية والدولية , وللموقع
الاستراتيجي للاقليم فقد ارتبط به عمليات الامداد الانساني لبقية ولايات السودان .
لقد كان
لسقوط ولاية الجزيرة تداعيات كبيرة على الفضاء المدني في السودان فبجانب تأثيرة
على مركز نشاط المنظمات الدولية والانسانية في عاصمة الولاية مدينة ود مدني , فان
الولايات الاخرى التي تقع تحت سيطرة الجيش مضت الى زيادة حالة الاستنفار والتعبئة
الحربية وضيقت من مساحة العمل المدني بشكل عام .
2| اعتقالات
للناشطين والسياسيين :
شهد شهر
ديسمبر أكبر موجه لاعتقالات التاشطين في المجال المدني ( سياسي , انساني ) حيث
اعتقل العشرات في ولايات السودان المختلفة , وقامت الاستخبارات العسكرية التابعة
للجيش الوداني وجهاز المخابرات باعتقالات في ولايات النيل الازرق , سنار ,
الشمالية , البحر الاحمر , نهر النيل , كما شملت الاعتقالات أعضاء في غرف الطورايء
( اللجان القاعدية التي تقوم بتوفير وتوزيع العون الانساني في السودان ) , في ظل
بروز سيطرة عناصر الحركة الاسلامية التي سقط نظامها في 11 ابريل 2019 فان سلوك شبه
انتقامي ينظم ضد لجان المقاومة والقوي السياسية في مناطق سيطرة الجيش , واستغلال
حالة الحرب لفرض قيود\ استثنائية على النشاط المدني والسياسي .
أما في
المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع فتنعدم امكانية أي عمل مدني وسياسي ,
كما يعاني العاملون في مجال العون الانساني من المضايقات والنهب المستمر .
3| تقييد
العمل الانساني والسياسي :
يتطلب
العمل الانساني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة العديد من الاجراءات
والموافقات من قبل الجهات الامنية , كما توقف العمل السياسي والمدني بشكل كبير ,
فقط ينشط العمل الدعائي للاستنفار الشعبي للقتال لصالح الجيش .
وفي مناطق
سيطرة الدعم السريع لا يوجد عمل للجهات الحكومية المسؤولة عن تنظيم عمل المنظمات
ويغيب وجود المصارف والبنوك مما يجعل عمل المنظمات الانسانية بالغ الصعوبة .
4| خطاب
الكراهية ضد الناشطين في العمل المدني :
يعمل
الاعلام الحربي في تشويه صورة الناشطين في العمل المدني والمطالبين بوقف الحرب ,
كما يتم اتهامهم بالتعاون مع أحد اطراف الحرب , لقد ساهمت حملات الكراهية والتخوين
في خروج الناشطين والفاعليين المدنيين من السودان في ظل التهديد المستمر لهم من
اطراف النزاع في السودان .
في ولاية
نهر النيل طالب والي ولاية نهر النيل قوي اعلان الحرية والتغيير ( والتي تشمل طيف
كبير من القوى السياسية والنقابية والمدنية التي فجرت ثورة ديسمبر ) بمغادرة
الولاية خلال 72 ساعة في ظل خطاب الكراهية ضد الفاعلين السياسين والمدنيين , وتسلط
خطاب الكراهية والتخوين ايضا على لجان المقاومة وكافة القوي المدنية الفاعلة في
السودان .
5|خاتمة :
منذ بداية
اعداد هذه التقارير المتعلقة بحالة الفضاء المدني في السودان عقب اندلاع الحرب فيه
فان تدهور حالة الفضاء المدني في مقابل عسكرة المجال العام تزداد بشكل مضطرد , ومع
اتساع حالة الانتهاكات التي يشهدها السودان وغياب احترام حقوق الانسان وعدم
الالتزام بحقوق المدنيين فان ذلك يمضي لمقاربة اغلاق الفضاء العام وليس التضييق
فقط , حيث انحصر اغلب نشاط الفاعليين المدنيين والسياسيين خارج السودان لاسيما في
في دول كينيا , يوغندا واثيوبيا .