آخر التطورات
عد الى الخلفتاريخيا يمثل أبريل محطة ثورية فى تاريخ السودان الحديث، جيث شهد أبريل 1985 م أنتفاضة شعبية ضد الحكم العسكرى الثانى (1969 -1985 ) وهو ما عرف بالنظام المايوى وكان لانتصار الجماهير مردوده الايجابى حيث تم التصدى لترسانة أمنية كان للدورالاقليمى "النظام المصرى" الدور االساسى فى أنشاء ودعم وتدريب القوى االمنية طيلة فترة حكم " تميرى "خاصة لانه اول نظام عربى دعم اتفاقية " كامب ديفيد" التاريخية بين مصر واسرائيل، ومع ذلك كان للجماهير ممثلة فى المنظمات النقابية والحركة الشبابية والنسائية وطالب الجامعات الدور الحاسم فى ازالة نظام مايو وبدء المرحلة الديمقراطية الثالثة فى تاريخ السودان. هذه الانتفاضة والتى جاءت فى زمن يكتنفه الغموض وروح الانهزامية فى الدول المحيطة بالسودان خاصة االقليم العربى مما أدى الى ترسيخ مفاهيم الديمقراطية كعامل محورى فى تاريخ الشعوب، كما رسخت هذه االنتفاضة فى وجدان الشعب السودانى كسالح مجرب خاصة الاضراب السياسى والعصيان المدنى. ثم كانت 6 أبريل 2019 م محطة تاريخية حيث استلهمت الجماهير فى حراكها الثورى منذ ديسمبر 2018م هذه الذكرى وكان حصار مقر قيادة القوات المسلحة واعالن الاعتصام حتى سقوط نظام الاسالم السياسى ومشروع الدولة الدينية الذى أمتد لفترة ثالثون عاما "1989 – 2019" ومع ذلك كان السقوط الداوى فى 11 أبريل 2019 م ليدشن الشعب السودان مرحلة الديمقراطية الرابعة فى تاريخه السياسى مع اضافة مضمونا اجتماعيا للديمقراطية حيث رفعت شعار الحرية والسالم والعدالة، فى عالقة جدلية، واختارت الجماهير شعار الثورة المستمرة أداة للتغيير الجذرى بإسقاط النظام ، حسب ما جاء فى وثيقة هيكلة الدولة السودانية لتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية لتشكل جميع أوجه الحياة.