المقدمة (الرجاء الضغط هنا لتحميل التقرير الكامل)
مر المجتمع المدني المصري بالعديد من الخبرات خلال عام 2020، لم تلعب فيه العوامل الذاتية دوراً بقدر ما أثرت فيها التطورات السياسية والاجتماعية وخاصة اجتياح فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" للعالم والذي بدأ الانتشار من مدينة ووهان الصينية في ديسمبر، ومن ثم انتشر إلى باقي أجزاء العالم بشكل سريع، ونتج من ذلك تأثير كبير على المجتمع ككل وعلى أساليب وطرق العمل الخاصة بالمجتمع المدني، حيث لجأت بعض الدول إلى اتباع سياسات الإغلاق سواء الجزئي أو الكلي.
وتحت ضغط هذه الأزمة الصحية، ظهر النمط التشاركي المشروط بين الدولة والمجتمع المدني، فلجأت الدولة إلى التعاون مع المجتمع المدني من أجل تكاتف الجهود لمكافحة جائحة كوفيد-19 وآثارها المحتملة على المجتمع. فظهرت منظمات المجتمع المدني ودورها الكبير في التصدي للجائحة من خلال تعبئة موارده للمساعدة في إمداد المستشفيات بالنواقص من المستلزمات الطبية، أو من خلال التوعية بالمرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الرسمية للمنظمات وفي الشوارع. علاوة على دور تلك المنظمات في تقديم مساعدات خدمية وتبني مبادرات لرعاية الفئات الأكثر تضرراً واحتياجاً. فانحصر نمط العلاقة على النمط التشاركي الاجتماعي للمنظمات التنموية والخيرية على حساب المنظمات الحقوقية.
ومع نهاية العام جاء فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية كعنصر جديد في معادلة علاقة الدولة بالمجتمع المدني، إذ أن ركناً أساسياً في أجندته "هو دعم وتجديد الديمقراطية في الداخل والخارج، حيث يرى بايدن وفريقه أن تصاعد دور الدول والقوى الشعبوية والسلطوية في السنوات الأخيرة بدعم من روسيا والصين قد أدى إلى تراجع القيم والمؤسسات الديمقراطية في أمريكا والعالم، وأن الفترة المقبلة تتطلب إعادة الحيوية للمنظومة الديمقراطية داخل الولايات المتحدة والتحالف الغربي وخارجهما بهدف وقف التمدد السلطوي والشعبوي وتصاعد النفوذ الصيني والروسي. ودعا بايدن الدول الديمقراطية إلى قمة دولية للديمقراطية خلال السنة الأولى من إدارته بهدف تجديد وتدعيم القيم والمؤسسات الديمقراطية وإعادة إحياء التحالف بين الدول الديمقراطية في مواجهة التمدد السلطوي بقيادة روسيا والصين. وأكد برنامج بايدن أنه بالإضافة إلى الدول الديمقراطية، ستشارك منظمات المجتمع المدني في الدول غير الديمقراطية، في هذه القمة."
ولذلك نحاول في هذا التقرير التركيز على عمل منظمات المجتمع المدني في مصر خلال عام 2020 من خلال دراسة سياق عمل المنظمات والتطورات الذاتية للمنظمات التي لا يمكن إغفالها، وأخيراً تعامل المجتمع المدني مع أزمة جائحة “كوفيد 19" وما فرضته على مختلف القطاعات وكافة المجالات.