في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قام الفريق أول عبد
الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة في السلطة الإنتقالية والقائد الأعلى للقوات المسلّحة،
بانقلاب على السلطة الإنتقالية (مع قبول أو تواطؤ عددٍ من أعضاء مجلس السيادة وعددٍ
من الحركات المسلّحة التي وقّعت إتفاق جوبا للسلام)، وهي السلطة عينها التي كان
على رأسها وفق اتفاق تبلوَر في وثيقة دستورية تمّ التوقيع عليها في 4 أغسطس/آب
2019. أفضى الإنقلاب الى إلغاء اتفاقية الفترة الإنتقالية (الوثيقة الدستورية) وحلّ
هياكل سلطتها (بما فيها مجلس السيادة، الذي أعيد تشكيله لاحقاً). ومع يوم الإنقلاب
بدأت حلقة من العنف من جانب السلطات تجاه الجموع المدنية التي عارضته، واستمرت في
معارضتها له، بشتّى سبل المقاومة غير المسلّحة.
قامت سلطة الإنقلاب بحملة اعتقالات واسعة
منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، شملت 63 موظفاً حكومياً وعدداً من الشخصيات
المؤثرة سياسياً. كما شملت الاعتقالات رئيس الوزراء وستةً من وزراء حكومته، وتمّ
قطع التواصل بينهم وبين العالم الخارجي. وأصبح استخدام العنف المُفرط تجاه
المتظاهرين والمعارضين ممارسةً مستمرة، مع ارتفاع أعداد الضحايا (من قتلى وجرحى)
بصورةٍ شبه يومية وكذلك زيادة المعتقلين السياسيين. لم يتغيّر عنف السلطة المركزية
بعد توقيع الاتفاق بين البرهان وعبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السابق، في 21
نوفمبر/تشرين الثاني2021، ولا بعد استقالة حمدوك في 2 يناير/كانون الثاني 2022، وحتى
لحظة كتابة هذه السطور. تقول لجنة أطباء السودان المركزية إن عددَ الشهداء
المؤكدين لدى اللجنة منذ يوم الإنقلاب وحتى 31 أغسطس/آب2022 بلغ 117شهيداً، وتجاوز عدد الجرحى الآلاف وتم اعتقال المئات
تعسّفياً.