2019 - لبنان : مظاهرات اكتوبر ٢٠١٩ بين الخلاف وإعادة االإنتاج
أدى النظام التوافقي لتقاسم السلطة في لبنان إلى خلق دورات احتجاجية متكررة بشكل هيكلي: تحركات طلابية وحركات نقابية وعمّالية وتجمعات يسارية، بالإضافة إلى قطاع جمعيات أكثر روتينية. على مدى فترة زمنية طويلة، وبالنظر إلى هذه الحركات من خلال مقاربة طولية، تبدو التغييرات التي تسعى اليها هامشية أو محدودة للغاية، مما قد يؤدي إلى ملاحظة أن الحركات الاحتجاجية تلعب ببساطة دور منفذٍ للإغاثة داخل النظام التي تتحداه، وبالتالي تساهم في ديمومة الهياكل الاجتماعية والسياسية التي تتحداها.
شهد العام الماضي ظهور دورة تعبئة في لبنان تظهر استمرارية في أشكال التنظيم السابقة، على الرغم من أنها لم يسبق لها مثيل من حيث انتشارها الجغرافي على الأراضي اللبنانية كافة.
لفهم كيفية ظهور دورة الاحتجاج الحالية وديناميكياتها وحدودها، نقترح التفكير في كيفية "تحرك" الجهات الاجتماعية الفاعلة في ساحة متنازع عليها وتنافسية ومتغيرة باستمرار ومتطورة، بدلاً من ساحة متجانسة. نحن نعتمد على نهج مفاهيمي ثلاثي يركز على تحليل التفاعلات والديناميكيات بين الجهات الفاعلة، والاستراتيجيات التي يستخدمونها: الإقناع والإكراه والمكافأة.